كل ماتريد معرفته عن كوريا الشماليه

بيسوهات كوريا الشماليه

1. مقدمة عن كوريا الشمالية

كوريا الشمالية هي دولة ذات سيادة في شمال شبه الجزيرة الكورية. تبلغ مساحتها حوالي 120,540 كيلومترًا مربعًا، ويبلغ عدد سكانها حوالي 25 مليون نسمة. تشترك كوريا الشمالية في حدود برية مع كوريا الجنوبية من الجنوب، والصين من الشمال الغربي، وروسيا من الشمال الشرقي. وهي دولة عُرفت بتضاريسها المتنوعة، حيث تتنوع بين السهول والجبال، مما يجعلها ذات طبيعة جغرافية فريدة.

كوريا الشمالية هي دولة ذات نظام حكم اشتراكي تحت حكم الحزب الشيوعي، وتتمتع بتاريخ طويل ومعقد نتيجة للظروف الجيوسياسية في المنطقة. ومن أبرز سمات النظام السياسي في كوريا الشمالية هو التوريث السياسي، حيث تظل السلطة في يد عائلة كيم منذ تأسيس الدولة.

2. الجغرافيا والموقع

تقع كوريا الشمالية في أقصى شمال شبه الجزيرة الكورية. تحدها من الشمال الصين وروسيا، بينما من الجنوب تحدها كوريا الجنوبية. تتمتع كوريا الشمالية بتضاريس متنوعة، حيث تنتشر الجبال في الشمال الغربي، بينما السهول الزراعية توجد في الجزء الجنوبي من البلاد. الجبال في كوريا الشمالية هي جزء من سلسة جبال كبيرة تمتد عبر شبه الجزيرة الكورية. وتعتبر الجبال من أبرز ملامح طبيعتها الجغرافية.

يخترق البلاد العديد من الأنهار، من أبرزها نهر اليالو (Yalu) الذي يشكل الحدود بين كوريا الشمالية والصين. يعتبر هذا النهر أحد المعابر الرئيسية للانتقال بين البلدين. كما يتدفق نهر التومين (Tumen) على الحدود بين كوريا الشمالية وروسيا.

تتمتع كوريا الشمالية أيضًا بساحل طويل على بحر اليابان (بحر شرق كوريا)، مما يمنحها إمكانية الوصول إلى المحيط.

3. التاريخ القديم والحديث

التاريخ القديم

كان سكان شبه الجزيرة الكورية على مدى العصور المختلفة يتعرضون لتأثيرات ثقافية متعددة من الصين واليابان، وقد كانت كوريا الشمالية جزءًا من العديد من الممالك التي حكمت شبه الجزيرة، مثل مملكة جوجوريو في العصور القديمة، التي شكلت أساس الثقافة الكورية.

الاحتلال الياباني

في نهاية القرن التاسع عشر، أصبحت كوريا جزءًا من الإمبراطورية اليابانية بعد معاهدة "ألاسكا". من عام 1910 حتى نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 1945، كانت كوريا تحت الاحتلال الياباني. في ذلك الوقت، كانت هناك مقاومة كورية محلية ضد الاحتلال الياباني، وكان العديد من الكوريين يسعون للاستقلال.

الحرب الكورية

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، تم تقسيم كوريا إلى منطقتين محتلتين: الشمال تحت الاحتلال السوفييتي والجنوب تحت الاحتلال الأمريكي. في عام 1948، تم تأسيس دولتين منفصلتين، كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، وبدأت فترة من التوترات السياسية المتزايدة بين البلدين. في عام 1950، اندلعت الحرب الكورية، حيث قامت كوريا الشمالية بقيادة كيم إيل-sونغ بشن هجوم على الجنوب، مما أدى إلى تدخل الأمم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة. انتهت الحرب في 1953 باتفاق لوقف إطلاق النار، ولكن دون التوصل إلى معاهدة سلام دائمة، مما جعل الكوريتين تظل في حالة حرب غير معلنة.

التوحيد الكوري والوراثة السياسية

بعد الحرب الكورية، أصبحت كوريا الشمالية دولة ذات نظام شيوعي تحت قيادة كيم إيل-sونغ، الذي كان له دور كبير في تأسيس الحكومة الكورية الشمالية. من عام 1948 حتى وفاته في 1994، حافظ كيم إيل-sونغ على حكم استبدادي وصارم. منذ وفاته، تولى ابنه كيم جونغ إيل السلطة، وبعد وفاته في 2011، تولى حفيده كيم جونغ أون قيادة البلاد.

4. النظام السياسي في كوريا الشمالية

كوريا الشمالية هي دولة ذات نظام حكم اشتراكي ذو طابع ديكتاتوري، حيث يسيطر الحزب الواحد على جميع مناحي الحياة. يعتبر "حزب العمال الكوري" هو الحزب الحاكم، وهو الحزب الشيوعي الذي يتزعمه الزعيم الحالي كيم جونغ أون.

القيادة والتوريث السياسي

من أبرز سمات النظام السياسي في كوريا الشمالية هو التوريث السياسي. منذ تأسيس البلاد، تعاقب على القيادة ثلاثة أفراد من عائلة كيم: كيم إيل-sونغ، كيم جونغ إيل، ثم كيم جونغ أون. هذه الوراثة السياسية جعلت من كوريا الشمالية دولة ذات حكم عائلي، حيث تحتفظ عائلة كيم بجميع مفاصل السلطة السياسية.

السلطة المركزية

تتمثل السلطة السياسية في كوريا الشمالية في يد الزعيم الأعلى، الذي يشغل منصب "رئيس الحزب، والجيش، والدولة". الزعيم هو شخص ذو سلطة مطلقة على جميع القرارات السياسية والعسكرية، ويعتبر رمزًا للوحدة الوطنية.

الجيش

الجيش في كوريا الشمالية يُعتبر أحد أعمدة النظام، حيث يتلقى الجيش أهمية خاصة في السياسة الكورية الشمالية. يُعرف هذا النظام بـ "جيش أولًا"، وهو يشير إلى أن الأولوية تكون دائمًا للجيش على باقي المجالات الأخرى في الدولة.

المراقبة والرقابة

يُعرف نظام كوريا الشمالية بالمراقبة الشديدة للمواطنين، حيث تراقب الحكومة جميع أنشطة الأفراد من خلال جهاز استخباراتي ضخم. يُعتبر أي شكل من أشكال المعارضة للحكومة تهديدًا للأمن القومي، ويتم معاقبة المعارضين بشدة.

5. الاقتصاد في كوريا الشمالية

الاقتصاد المركزي

الاقتصاد في كوريا الشمالية يعتمد بشكل كبير على النموذج الاشتراكي، حيث تقوم الحكومة بتحديد الإنتاج والمصادر الاقتصادية. يعتمد القطاع الزراعي على الزراعة الموجهة من الدولة، وخصوصًا في الأرز والذرة. وفي القطاع الصناعي، تركز كوريا الشمالية على الصناعات الثقيلة مثل التعدين، والصناعات العسكرية، وإنتاج المواد الكيميائية.

الزراعة

الزراعة في كوريا الشمالية تعتمد بشكل كبير على الزراعة التقليدية، حيث تُزرع المحاصيل مثل الأرز والذرة والشعير. تعتبر الزراعة قطاعًا حيويًا بالنسبة للاقتصاد الوطني، لكن بسبب الظروف الجغرافية القاسية، يواجه القطاع الزراعي تحديات كبيرة.

العقوبات الدولية

تواجه كوريا الشمالية عقوبات اقتصادية دولية نتيجة لبرامجها النووية والسلوك السياسي الذي يتسم بالعدوانية تجاه المجتمع الدولي. أدت هذه العقوبات إلى عزل اقتصادي كبير للبلاد، مما أثر على قدرة كوريا الشمالية في التجارة الدولية.

6. الثقافة والدين

الدين في كوريا الشمالية

كوريا الشمالية هي دولة ملحدة رسميًا، حيث يتم حظر الديانات التقليدية مثل البوذية والمسيحية. الدين الوحيد المعترف به بشكل غير رسمي هو عبادة الزعيم الأعلى، كيم إيل-sونغ، وعائلته. يعتبر الزعماء الكوريون الشماليون رموزًا دينية، ويُمارس احترامهم على مستوى واسع.

الفنون والثقافة

تعتمد الفنون في كوريا الشمالية بشكل كبير على تعزيز الآيديولوجيا الحاكمة، حيث يتم استخدام الفنون كأداة للدعاية السياسية. يُشجع الفنون التي تروج لصور الزعيم وعظمة الدولة الكورية الشمالية، ويُحظر أي شكل من أشكال الفن الذي يعارض الحكومة.

اللغة والآداب

اللغة الرسمية في كوريا الشمالية هي الكورية، ويتم استخدام النظام الكتابي الكوري التقليدي. الأدب في كوريا الشمالية يعكس بشكل كبير القيم السياسية والآيديولوجية للنظام.

7. التحديات المستقبلية

الاقتصاد والعقوبات

كوريا الشمالية تواجه تحديات كبيرة في مجال الاقتصاد بسبب العقوبات الدولية المستمرة. البلاد بحاجة إلى تطوير القطاع الاقتصادي لتلبية احتياجات المواطنين، وتحسين مستوى الحياة.

الاستقرار السياسي

النظام السياسي في كوريا الشمالية يعتمد بشكل كبير على الزعيم الأعلى. ولكن مع تغيرات القيادات المحتملة في المستقبل، فإن الاستقرار السياسي قد يتعرض للاختبار.

العلاقات الدولية

العلاقات الدولية لكوريا الشمالية متوترة بشكل عام، وخاصة مع جيرانها مثل كوريا الجنوبية والولايات المتحدة. هذه التوترات تجعل من الصعب على كوريا الشمالية الاندماج في النظام الدولي.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال