تقع ولاية أيداهو في المنطقة الشمالية الغربية من الولايات المتحدة، وتحدّها من الشمال ولاية مونتانا وكندا (مقاطعة كولومبيا البريطانية)، ومن الشرق وايومنغ، ومن الجنوب يوتا ونيفادا، ومن الغرب ولاية أوريغون وواشنطن. تتميز الولاية بتنوع جغرافي مذهل يشمل جبال الروكي، الغابات الكثيفة، الوديان الواسعة، والأنهار الصافية، وعلى رأسها نهر "سنيك" (Snake River) الذي يلعب دورًا محوريًا في الزراعة والري والطاقة الكهرومائية.
أيداهو تُعد من أكثر الولايات تنوعًا من الناحية الطبيعية، حيث تحتوي على أكثر من 3,000 ميل من الأنهار الصالحة لصيد الأسماك والتجديف، إلى جانب جبال شديدة الارتفاع وسهول خصبة. تتمتع الولاية بمناخ قاري جاف نسبيًا، يتميز بصيف دافئ وشتاء بارد، يختلف بحسب المنطقة.
نبذة تاريخية
سكنت قبائل الأمريكيين الأصليين أرض أيداهو منذ آلاف السنين، وأبرزهم قبائل "نيز بيرسي" و"شوشون". في أوائل القرن التاسع عشر، وصل المستكشفون الأوروبيون، وكان لويس وكلارك من أوائل من استكشفوا المنطقة خلال بعثتهم الشهيرة بين 1804 و1806.
في منتصف القرن التاسع عشر، شهدت أيداهو تدفقًا كبيرًا من المستوطنين بسبب اكتشاف الذهب، ما أدى إلى تطور البنية التحتية تدريجيًا. أصبحت أيداهو إقليمًا في عام 1863، ثم ولاية في 3 يوليو 1890، لتكون الولاية الثالثة والأربعين التي تنضم إلى الاتحاد الأمريكي.
السكان والديموغرافيا
بحسب تقديرات عام 2024، يبلغ عدد سكان أيداهو حوالي 1.95 مليون نسمة، وهي من أسرع الولايات نموًا سكانيًا في الولايات المتحدة بسبب زيادة معدلات الهجرة الداخلية، خصوصًا من ولايات مثل كاليفورنيا وأوريغون.
العرق الأبيض يشكل الأغلبية بنسبة تقارب 82%، وتوجد نسبة ملحوظة من السكان من أصول لاتينية (حوالي 13%)، إلى جانب مجموعات صغيرة من الأمريكيين الأصليين، والآسيويين، والأفارقة الأمريكيين. العاصمة "بويزي" (Boise) هي أكبر مدن الولاية ومركزها السياسي والاقتصادي، تليها مدن مثل "نَمْبا" و"ميريديان" و"آيداهو فولز".
الاقتصاد
اقتصاد أيداهو متنوع بشكل ملحوظ. ورغم شهرتها التقليدية بإنتاج البطاطس (حيث تُعد أكبر ولاية منتجة للبطاطس في البلاد)، فإن الاقتصاد يتجاوز ذلك ليشمل قطاعات صناعية وتكنولوجية وخدمية متطورة.
الزراعة لا تزال أحد أعمدة الاقتصاد، وتشمل إلى جانب البطاطس: القمح، الشعير، البنجر السكري، ومنتجات الألبان.
الطاقة، خاصة الكهرومائية، تلعب دورًا كبيرًا في الاقتصاد المحلي، حيث توفر السدود المقامة على نهر "سنيك" نسبة كبيرة من احتياجات الولاية من الكهرباء.
قطاع التكنولوجيا نما بسرعة في العقود الأخيرة، خاصة في منطقة "تريج سيتيز" حول بويزي، حيث تتواجد شركات تقنية بارزة مثل Micron Technology، إلى جانب فروع لشركات مثل HP.
السياحة تساهم بشكل ملحوظ في الاقتصاد، بسبب المناظر الطبيعية الخلابة، والأنشطة الشتوية كالتزلج، وصيفًا كالصيد وركوب القوارب والمشي الجبلي.
التعليم
تمتلك أيداهو نظامًا تعليميًا عامًا يشمل التعليم الأساسي والثانوي، إلى جانب عدد من الجامعات المرموقة، منها:
-
جامعة أيداهو (University of Idaho) في موسكو، وهي الجامعة الرسمية للولاية.
-
جامعة ولاية بويزي (Boise State University)، التي تشتهر ببرامجها الرياضية والتقنية.
-
جامعة ولاية أيداهو (Idaho State University) في بوكاتيلو، وتُعرف ببرامجها الطبية والهندسية.
الولاية تسعى لتحسين جودة التعليم العالي، وتقديم منح دراسية لسكانها المحليين لتعزيز الالتحاق بالجامعات والمعاهد الفنية.
الثقافة والحياة الاجتماعية
رغم أن أيداهو غالبًا ما يُنظر إليها كولاية ريفية ومحافظة، فإنها تضم مشهدًا ثقافيًا متنوعًا، خاصة في المدن الكبرى. وتُقام فيها مهرجانات سنوية مثل:
-
مهرجان بويزي السينمائي الدولي
-
مهرجان الموسيقى الجبلية
-
معارض زراعية واحتفالات موسم الحصاد
كما أن الحياة الاجتماعية تميل إلى الطابع العائلي والمحافظ، مع انتشار الكنائس، وتقاليد المجتمع المحلي، خاصة في المناطق الريفية.
السياسة والحكم
أيداهو تُعد من الولايات ذات الاتجاه المحافظ سياسيًا، وتُصوت غالبًا للحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية والتشريعية. يحكمها نظام برلماني على النمط الأمريكي، يشمل:
-
حاكم الولاية
-
مجلس تشريعي (مجلس الشيوخ ومجلس النواب)
-
محكمة عليا للولاية
الحكومة المحلية تركز على دعم قطاع الزراعة، والاستثمار في البنية التحتية، وتشجيع الشركات على الانتقال إلى الولاية من خلال تخفيض الضرائب.
التحديات والفرص
من أبرز التحديات التي تواجهها أيداهو:
-
النمو السكاني السريع الذي يفرض ضغوطًا على البنية التحتية والخدمات العامة.
-
التغير المناخي وتأثيراته على الموارد الطبيعية.
-
تفاوت الدخل بين المناطق الريفية والحضرية.
لكن في المقابل، تمتلك أيداهو فرصًا واعدة في مجالات مثل:
-
الطاقة المتجددة، خاصة الطاقة الشمسية والرياح.
-
الزراعة الذكية وتطبيقات التكنولوجيا في الري والإنتاج الحيواني.
-
السياحة البيئية والترفيهية.
-
الاستثمار العقاري نتيجة للهجرة الداخلية الكثيفة.