كل ماتريد معرفته عن كيريباتي

بيسوهات كيريباتي

مقدمة

كيريباتي هي دولة جزرية تقع في المحيط الهادئ، وهي من بين أصغر وأضعف البلدان في العالم من حيث المساحة وعدد السكان. تتكون كيريباتي من 32 جزيرة من المرجان تمتد عبر مساحة ضخمة من المحيط، ما يجعلها واحدة من الدول الأكثر تشتتًا جغرافيًا في العالم. تواجه كيريباتي تحديات كبيرة تتعلق بالتغير المناخي، من بينها ارتفاع مستوى البحر الذي يشكل تهديدًا وجوديًا للعديد من جزرها. بالرغم من هذه التحديات، فإن كيريباتي تعد دولة ذات تاريخ ثقافي غني وتطلعات نحو مستقبل مستدام.


الجغرافيا والموقع

الموقع الجغرافي

تقع كيريباتي في جنوب المحيط الهادئ، وهي تتكون من مجموعة من الجزر المنخفضة، مع معظمها عبارة عن جزر مرجانية. تمتد الدولة عبر مساحة واسعة جدًا من المحيط، تمتد من الشمال إلى الجنوب، بين خط الاستواء و خط العرض 7 درجات شمالًا وجنوبًا، وتغطي أكثر من 3.5 مليون كيلومتر مربع من المحيط.

يشمل أرخبيل كيريباتي مجموعة كبيرة من الجزر التي تتضمن جزرًا مرجانية ذات شواطئ بيضاء، ولكنها أيضًا من أكثر المناطق تعرضًا للتغير المناخي. أكثر الجزر كثافة سكانية في كيريباتي هي جزيرة تاراوا، وهي جزيرة رئيسية في العاصمة بوني.

المناخ والتضاريس

يتميز المناخ في كيريباتي بأنه استوائي، حيث درجات الحرارة مرتفعة طوال العام. هناك موسمان رئيسيان، موسم الأمطار من نوفمبر إلى إبريل، وموسم الجفاف من مايو إلى أكتوبر. كما أن الجزر في كيريباتي منخفضة للغاية، ولا تتجاوز الارتفاعات فيها 2 متر فوق مستوى سطح البحر، ما يجعلها عرضة بشكل خاص للفيضانات الناتجة عن ارتفاع مستوى البحر.

التضاريس في كيريباتي تتسم بالبساطة، مع وجود شواطئ رملية و مياه دافئة وضحلة في معظم الجزر. نظراً لانخفاض هذه الجزر، فهي عرضة لأحداث جوية قاسية مثل العواصف المدارية.


التاريخ

الاستعمار الأوروبي

في البداية، كانت جزر كيريباتي مأهولة بشعب البولينيزيا و الميكرونيزيا. في عام 1892، أصبحت كيريباتي تحت الاستعمار البريطاني كجزء من مستعمرة جزر بينكويلا. خضعت الجزر للاستعمار البريطاني على مدار عدة عقود، حيث تم استغلال الموارد الطبيعية لهذه الجزر واستخدامها كأراضٍ للزراعة والتجارة.

الحرب العالمية الثانية

خلال الحرب العالمية الثانية، كانت جزر كيريباتي محورًا استراتيجيًا مهمًا للقوات الأمريكية في المحيط الهادئ. جزيرة تاراوا كانت مسرحًا لأحد أشهر معارك الحرب العالمية الثانية، حيث قام الجيش الأمريكي بغزو الجزيرة التي كانت تحت سيطرة القوات اليابانية. المعركة التي استمرت لأيام عديدة أسفرت عن سقوط العديد من القتلى من الطرفين.

الاستقلال

في 12 يوليو 1979، حصلت كيريباتي على استقلالها عن بريطانيا بعد فترة من التفاوض المستمر. أصبح تاراوا العاصمة الجديدة للبلاد. رغم الاستقلال، لا يزال هناك تأثير طويل الأمد من الاستعمار على السياسة والاقتصاد في البلاد.


الاقتصاد

الأنشطة الاقتصادية الرئيسية

كيريباتي، على الرغم من كونها دولة صغيرة جدًا، إلا أن اقتصادها يعتمد على عدة عوامل:

  1. الزراعة: يعتمد سكان كيريباتي بشكل أساسي على الزراعة لاحتياجاتهم المحلية. تتم زراعة جوز الهند، الكسافا، و اليام، بينما يُعتبر السمك من المصادر الرئيسية للبروتين.

  2. الصيد: يعتمد اقتصاد كيريباتي على الصيد البحري، حيث تعتبر أسماك التونة من أكثر الصادرات الرئيسية للبلاد. هناك تعاون مع الدول الأخرى في استخراج هذه الموارد البحرية.

  3. المساعدات الخارجية: باعتبارها من أفقر دول العالم، فإن كيريباتي تعتمد بشكل كبير على المساعدات الخارجية من دول مثل أستراليا و نيوزيلندا، وكذلك من منظمات دولية أخرى مثل البنك الدولي.

التحديات الاقتصادية

رغم الموارد الطبيعية المحدودة، يواجه اقتصاد كيريباتي عدة تحديات، أبرزها:

  • الاعتماد على المساعدات الخارجية: تشكل المساعدات الخارجية جزءًا كبيرًا من دخل البلاد.

  • نقص فرص العمل: يعاني الاقتصاد من قلة الوظائف في القطاعات غير الزراعية والتجارية.

  • البنية التحتية الضعيفة: مع تشتت الجزر وقلة الموارد، يواجه البلد تحديات في تحسين البنية التحتية مثل الطرق، والموانئ، والخدمات الصحية والتعليمية.


السياسة والحكومة

النظام السياسي

تتمتع كيريباتي بنظام جمهوري حيث يكون الرئيس هو رأس الدولة ورئيس الحكومة. يُنتخب الرئيس عن طريق الاقتراع الشعبي لمدة أربع سنوات. يتمتع الرئيس بصلاحيات تنفيذية واسعة، بينما يشارك البرلمان في التشريع، ويضم 44 عضوًا يتم انتخابهم أيضًا عبر الاقتراع الشعبي.

تعتبر كيريباتي من الدول المستقلة حديثًا، وعلى الرغم من تحدياتها السياسية والاقتصادية، فإنها تعمل على تعزيز الديمقراطية وحكم القانون. الانتخابات في كيريباتي تجري بانتظام وتعتبر شفافة إلى حد كبير.

العلاقات الدولية

تتمتع كيريباتي بعلاقات ودية مع الدول المجاورة، خاصة أستراليا و نيوزيلندا. كما أنها عضو في عدة منظمات دولية مثل الأمم المتحدة و منظمة دول المحيط الهادئ. تسعى كيريباتي جاهدة للحصول على دعم دولي بشأن التغير المناخي، الذي يعتبر من أكبر التهديدات للأمن القومي.


الثقافة والمجتمع

اللغات

تعد الإنجليزية اللغة الرسمية في كيريباتي، ولكن هناك العديد من اللغات المحلية التي تُستخدم في الحياة اليومية. أهم هذه اللغات هي الكيريباسي، وهي اللغة التي يتحدث بها غالبية السكان، بالإضافة إلى لغات أخرى في بعض الجزر مثل الميكرونيزية.

الدين

الدين المسيحي هو الدين السائد في كيريباتي، حيث يشكل المسيحيون حوالي 97% من السكان. تتنوع الطوائف المسيحية بين الكاثوليكية و الكنائس البروتستانتية. كما يوجد عدد قليل من السكان الذين يمارسون الديانات الأخرى أو يؤمنون بعادات وتقاليد محلية.

الفنون والتقاليد

تعتبر الموسيقى و الرقصات التقليدية جزءًا أساسيًا من الثقافة في كيريباتي، حيث يتم استخدام الرقصات التقليدية في الاحتفالات والمناسبات الخاصة. الحرف اليدوية مثل صناعة السلال و النحت على الخشب جزء من الفنون الشعبية، وتعتبر جزءًا مهمًا من التراث الثقافي.


التحديات المعاصرة

التغير المناخي وارتفاع مستوى البحر

من أكبر التحديات التي تواجه كيريباتي هو التغير المناخي، حيث أن معظم الجزر لا تتجاوز ارتفاعاتها مترين فوق مستوى سطح البحر. يشكل ارتفاع مستوى البحر تهديدًا مباشرًا للوجود الجغرافي للبلاد، مما يؤدي إلى تآكل الشواطئ والغمر المتزايد للأراضي. وتعتبر كيريباتي من بين أولى الدول التي تطالب المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات حاسمة لوقف التغير المناخي.

النمو السكاني والهجرة

في حين أن عدد السكان في كيريباتي لا يتجاوز 120,000 نسمة، فإن هناك قلقًا متزايدًا من زيادة السكان على الجزر الصغيرة، مما قد يؤدي إلى نقص الموارد. بالإضافة إلى ذلك، هناك ظاهرة الهجرة المناخية حيث يسعى الكثير من سكان كيريباتي إلى الهجرة إلى دول أخرى بسبب تهديدات التغير المناخي.

 

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال