كل ماتريد عن كارولاينا الجنوبية

بيسوهات

 تقع كارولاينا الجنوبية في الجنوب الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية، وتحدها من الشمال كارولاينا الشمالية، ومن الجنوب والغرب جورجيا (يفصل بينهما نهر سافانا)، ومن الشرق المحيط الأطلسي. تبلغ مساحتها حوالي 83,000 كيلومتر مربع، مما يجعلها في المرتبة الأربعين بين الولايات الأمريكية من حيث الحجم.

تتنوع تضاريس الولاية بين السهول الساحلية في الشرق التي تمتد إلى شواطئ المحيط، والمرتفعات البيدمونتية في الوسط، والتلال الخضراء التي تصل إلى جبال الأبلاش في أقصى الشمال الغربي. تشتهر الولاية بشواطئها الرملية مثل ميرتل بيتش، وبمستنقعاتها الخضراء، وغاباتها الكثيفة.

2. السكان والديموغرافيا

يبلغ عدد سكان كارولاينا الجنوبية حوالي 5.4 مليون نسمة، وهي واحدة من أسرع الولايات نموًا سكانيًا في العقدين الأخيرين. كولومبيا هي العاصمة وأكبر المدن، تليها تشارلستون ونورث تشارلستون وماونت بليزنت وروك هيل.

التركيبة السكانية في الولاية متنوعة، إذ يشكل البيض حوالي 63% من السكان، والسود أو الأمريكيون من أصل أفريقي حوالي 27%، والبقية من أصول لاتينية وآسيوية وغيرها. هناك تنوع ديني ملحوظ، لكن الغالبية من البروتستانت الإنجيليين، وتُعتبر الولاية جزءًا مما يُعرف بـ"حزام الإنجيل".

3. التاريخ

تعتبر كارولاينا الجنوبية من أقدم الولايات الأمريكية من حيث الاستيطان الأوروبي. تأسست مستعمرة كارولاينا في القرن السابع عشر، وسُميت على اسم الملك تشارلز الأول من إنجلترا (باللاتينية: Carolus). انفصلت عن كارولاينا الشمالية عام 1712.

في عام 1776، كانت من أوائل الولايات التي أعلنت الاستقلال عن بريطانيا. وخلال الحرب الأهلية الأمريكية (1861-1865)، كانت أول ولاية تنفصل عن الاتحاد، وكانت مركزًا رئيسيًا للكونفدرالية.

شهدت الولاية فصولًا قاسية من التمييز العنصري والاستعباد، إذ كانت الزراعة القائمة على العبيد (خاصة زراعة الأرز والقطن) هي الأساس الاقتصادي في القرن التاسع عشر. لكن بعد الحرب الأهلية، بدأت تدريجيًا في التحول إلى مجتمع صناعي وزراعي مختلط.

4. الاقتصاد

يعتمد اقتصاد كارولاينا الجنوبية على عدة قطاعات رئيسية:

  • الصناعة: تُعد من الولايات الصناعية المهمة، خصوصًا في صناعات السيارات، الطيران، المنسوجات، والإلكترونيات. توجد شركات عالمية مثل BMW وBoeing لها مصانع كبيرة فيها.

  • الزراعة: بالرغم من انخفاض نسبة العاملين في الزراعة، فإنها لا تزال قطاعًا مهمًا، خصوصًا زراعة الصويا، القطن، الفول السوداني، الدواجن والماشية.

  • السياحة: تشتهر الولاية بمناطق الجذب السياحي مثل ميرتل بيتش، تشارلستون التاريخية، ومواقع الحرب الأهلية، وتجذب ملايين الزوار سنويًا.

  • الخدمات: تتوسع في مجالات الصحة، التمويل، والتعليم العالي.

معدل البطالة في كارولاينا الجنوبية أقل من المتوسط الوطني في بعض السنوات، وهي بيئة جاذبة للأعمال بسبب الضرائب المنخفضة وتكلفة المعيشة المعقولة.

5. التعليم

تضم الولاية عدة جامعات بارزة مثل:

  • جامعة كارولاينا الجنوبية (University of South Carolina) في كولومبيا، وهي جامعة بحثية كبيرة.

  • جامعة كليمسون (Clemson University)، وتُعد من الجامعات الرائدة في مجال الهندسة والعلوم الزراعية.

التعليم العام تحت إشراف وزارة التعليم في الولاية، وهناك برامج لتحسين أداء المدارس الريفية وزيادة نسبة التخرج.

6. الثقافة والفنون

تمتاز كارولاينا الجنوبية بثقافة جنوبية تقليدية غنية، تتجلى في:

  • الطعام: المطبخ الجنوبي التقليدي (Southern Cuisine) مثل الجمبو، الروبيان مع الحصى (Shrimp and Grits)، والباربيكيو.

  • الموسيقى: موسيقى البلوز، الجاز، والكانتري لها حضور قوي، بالإضافة إلى تقاليد موسيقى الـ"Gullah" الأفريقية الأمريكية.

  • العمارة: تتميز مباني تشارلستون بهندسة استعمارية رائعة، ويُعد الحي التاريخي فيها من الأجمل في البلاد.

الولاية تستضيف العديد من المهرجانات الثقافية، مثل مهرجان سبوليتو في تشارلستون، وهو من أكبر المهرجانات الفنية في الولايات المتحدة.

7. السياسة والإدارة

كارولاينا الجنوبية تُعتبر ولاية محافظة سياسيًا، وغالبًا ما تصوّت للحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية منذ الثمانينيات. تملك الولاية نظامًا حكوميًا يقسم السلطة بين الحاكم (الذي يُنتخب شعبيًا) ومجلس تشريعي مكون من مجلسين.

كانت أول ولاية أمريكية تنتخب امرأة من أصل هندي لمنصب الحاكم، وهي نيكي هايلي، التي شغلت المنصب من 2011 حتى 2017.

8. البنية التحتية والمواصلات

تتمتع الولاية ببنية تحتية متطورة نسبيًا، تشمل:

  • شبكة طرق سريعة متصلة بالولايات المجاورة.

  • ميناء تشارلستون، وهو من أكبر الموانئ في الساحل الشرقي.

  • مطارات دولية مثل مطار شارلستون الدولي ومطار كولومبيا متروبوليتان.

كما تشهد المدن الكبرى استثمارات في النقل العام والتنمية الحضرية.

9. التحديات

من أبرز التحديات التي تواجه الولاية:

  • الفقر الريفي في بعض المناطق الداخلية.

  • التفاوت في جودة التعليم بين المناطق الحضرية والريفية.

  • الكوارث الطبيعية، مثل الأعاصير والفيضانات الموسمية.

  • التمييز العرقي التاريخي، رغم التقدم في الحقوق المدنية.

10. كارولاينا الجنوبية اليوم

تمثل كارولاينا الجنوبية مزيجًا فريدًا من التاريخ العريق، الثقافة الجنوبية، النمو الاقتصادي، والتنوع السكاني. ومع أنها لا تزال تحتفظ بكثير من تقاليدها الريفية والثقافية، إلا أنها تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل أكثر تنوعًا وتقدمًا.


إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال